jeudi 15 juillet 2010

مرض «المياسيس»

كشفت دراسة طبية أجراها باحث سعودي عن اكتشاف أول حالة موثقة مصابة بمرض «المياسيس البولي» وهو نوع من التطفل يسببه اختراق الأنسجة أو الأعضاء للإنسان أو الحيوان بواسطة يرقات (maggots)، لأنواع من الذباب ثنائية الأجنحة. وقد يكون هذا التطفل خارجياً على الجلد أو داخلياً في الجهاز الهضمي أو الأنف والجهاز التنفسي أو الجهاز التناسلي أو البولي أو في العين أو الأذن.
وتأتي أهمية الدراسة التي عمل عليها الدكتور ماجد بن حمدي واكد الأستاذ المساعد في علم الطفيليات التشخيصي في كلية العلوم الطبية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، من تحذيرات كانت أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة من آفة ذبابة الدودة الحلزونية التي تفتك حاليا بالثروة الحيوانية وتهدد بالانتشار ما لم تتخذ حيالها اجراءات ناجعة.
وحول طبيعة الدراسة ذكر الدكتور واكد أن ذبابة (MEGASELIA SCALARIS) تعتبر إحدى الحشرات المهمة طبياً، وأن هذه الدراسة الأولى على مستوى السعودية التي تشخص ذبابة (MEGASELIA SCALARIS) كمسبب لمياسيس بولي. مشيرا الى أنه تم عزل عدة يرقات من بول طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات وبعد ذلك تم عمل فحص مجهري لتحديد هويتها. كما تم عمل مزرعة لليرقات لتصبح حشرات بالغة. وبدراسة اليرقات والحشرات البالغة حسب مفاتيح مثالية تم تحديد هويتها. كذلك تم عزل طفيليات سوطية وحيدة الخلية من أحشاء بعض اليرقات وهذه الطفيليات تحتاج لدراسة إضافية لتحديد هويتها.
وعن بعض ما يشاع حول تسبب أنواع مختلفة من الذباب بتطفل المياسيس، قلل الدكتور واكد من تلك الاقوال التي أشار الى أنها تفتقد للدقة، مشيرا الى أن «أنواعاً معينة يمكنها أن تسبب تطفل المياسيس وهنالك عدة أنواع من هذا التطفل والمتخصصون لهم مدارس مختلفة في التقسيم. وللتسهيل أستطيع أن أختصر أنواع تطفل المياسيس الى نوعين، هما تطفل المياسيس اللازم أو الضروري بمعنى أن دورة حياة الذباب من هذا النوع لا تكتمل ما لم تمكث اليرقة فترة معينة على أنسجة تتطفل عليها وتتغذى منها ومن ثم تواصل دورة حياتها. وأثناء تلك الفترة يعاني الكائن المتطفل عليه من أعراض أو أمراض تختلف بحسب المنطقة المصابة وحسب نوع الذبابة. والنوع الثاني هو تطفل المياسيس العرضي بمعنى أن يرقة الذباب من هذا النوع لا تستلزم قضاء فترة معينة على أنسجة تتطفل عليها، بل وجدت في تلك المنطقة بشكل عرضي. وأثناء تلك الفترة قد يعاني الكائن المتطفل عليه من أعراض تزول بزوال السبب. وهذا ما حصل في الدراسة التي نشرناها أخيراً، حيث ان الطفلة كانت تعاني من صعوبة في التبول وحرقة لعدة أيام وبعد خروج اليرقات مع البول زالت تلك الأعراض. وعن استخدامات طبية ليرقات بعض الذباب التي تتغذى فقط على الصديد والخلايا الميتة أكد أن وضع عدد من بيض ذلك الذباب على جروح الأشخاص الذين يعانون من تأخر التئام الجروح يساعد على تعقيم الجروح وسرعة إلتئامها.
ودعا الدكتور لاتباع أسباب النظافة العامة في التقليل من وجود الذباب بكثرة في المجتمع بشكل عام، محذرا من أن ضعف معدلات الاستجابة ستؤدي لارتفاع احتمال نسب الإصابة. ونبه الى أن النظافة الشخصية وحماية الجروح والتقرحات وعدم استخدام ضمادات ملوثة سيحد كثيراً من الإصابة بذلك النوع من التطفل. يشار الى ان عددا من الدراسات العلمية أوضحت حدوث حالات من تطفل المياسيس في داخل المشتشفيات على جروح المرضى بعد إجراء العمليات، حيث كان مستوى النظافة والتعقيم متدنياً.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire